صانع المعروف

قالها الرجل الطيب وقفز في الماء برشاقة..كان الظلام دامسً والمكان ضيقاً..ولكن ضوء القناديل الخافته على الجدران المغاره

لاح فيآخر النفق..آخيراً.. لقد وصل وأخرج رأسه خارج الماء..وهاهو الولد المسكين هناك متمسكاً بإحدى الصواعد

_اصمد أيها الصغير..أنا قادم

_لم أعد أستطيع..أصابعي تتجمد.لاحسن السباحه..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

وأفلت الصغير يده وغرق في النهر العميق..وغاص الرجل خلفه فوراً وأمسك بملابسه وصعد به إلى الهواء حيث أخذ شهيقاً
طويلاً وبدأ بالبكاء من جديد

_اسمع..أنت طفل شجاع..علينا أن نقوم بمغامرة صغيرة ..ستتمسك بكتفي جيداً وسنغوص معاً وعندما تشعر أنك بحاجة للهواء اضغط على كتفي وسأضع فمي على فمك لأزودك به من رئتي..المسافه ليست طويله..فتشجع..جاهز؟..خذ نفساً عميقاً
جداً وهيا بنا..

وبالفعل اخذ الاثنيان نفساً عميقا وغاصا..وبالرغم منأن الرجل الطيب زود الصغير بالهوء ولكن الصغير لم يستطيع منه نفسه م ابتلاع الماء ..وحين أخرج الاثنين رأسيهما من الماء كان أغمي على الصغسير..تنحى عبدالرحمن جانباً في الظلام بينما أخذا الرجل يضغط على رئتي الصغير حتى أخرج الما منهما ..وبدأ بالسعال العنيف والبكاء.. فرح عبدالرحمن كثيراً بنجاة

الطفل..ولم يلبث أن سمع صوتاً خلفه فالتقت ليجد زميله محمد يناديه:

_عبدالرحمن ..زوجتك بالخارج..إنها قلقه..لقد رسلت طلالاً الصغير ليناديك منذ برهة ولم يعد حتى الان!وهنا ماكان عبدالرحمن إلا أن أبعد الرجل الطيب عن الصغير ونظر في وجهه ثم حمله وضمه بقوة ليدفئه بين ذراعيه والدموع تملأ عينيه!..ابتسم الرجل الطيب قائلاً:علي أن أشكرك أيها الدليل المخلص..فلو ترددت ثوانياً في الاستجابه لكان هذا الصغير قد غرق ..فأجابه عبدالرحمن وقد علا صوت البكائه:
بل أنا من عليي أن أشكرك أيها الرجل الطيب..هذا هو الطفل الذي

أنقذته أنت للتو ماهو إلا ..أبني طلال..


طبعاً هذا القصه من مجله